المؤتمر العلمي السنوي الثاني لكلية الشريعة الإسلامية
عقدت كلية الشريعة بجامعة أهل البيت مؤتمرا دينيا حول الوحدة الإسلامية باعتبارها الركيزة الأساسية لوحدة الصف العراقي الذي ومن خلال هذا الشعار استطاعت هذه المفردة أن تقضي على أتون الحرب الأهلية التي لطالما راهن عليها المغرضين والذين يحاولون اثارة التفرقة بي ابناء الشعب العراقي الواحد
إذ استهل المؤتمر برنامجه بتلاوة آي من الذكر الحكيم وتلاوة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء وقوفا بعدها تقدم الدكتور حكمت الخفاجي عميد كلية الشريعة بكلمة تناول فيها ضرورة توحيد الخطاب الوحدوي بين شرائح المجتمع العراقي كافة والتأكيد على الاقتباس من الحوار القرآني بالآيات البينات التي تؤكد على الوحدة الإسلامية مستشهدا بالآية الكريمة ((إن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)) بهذه العبارات الشريفة نصنع عراقا واحدا يكون في منأى عن الانشقاق والتباعد مابين أطيافه المتعددة.
هذا وقد تلاه الأستاذ الدكتور خميس سبع الدليمي وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الذي تحدث بدوره عن وجوب الجهر بصوت الوحدة العراقية كما هو يظهر بشكل جديد في الجامعات العراقية التي تضم في طياتها العديد من الأساتذة والأكاديميين من كافة المذاهب والأديان وهم يبعثون برسالة علمية تستهدف الشارع العراقي بكافة شرائحه للنهوض بالمسيرة العلمية هذا وقد تحدث الدكتور عقيل الخزعلي محافظ كربلاء عن ضرورة الاستفادة من تجارب الأمم السابقة في إنهاء الجدال الحاصل الجدال حول حيثيات ومضمون الانطلاقة الإسلامية مؤكدا على توحيد المواقف السلوكية إيذانا بسلوكيات أهل البيت عليهم السلام فالصراعات المذهبية تخدم أعداء العراق والمصلحة تقتضي بأن تكون توجهات عراقية بحتة دون استثناء في التحالفات الإسلامية مهمة في هذه المرحلة داعيا إلى تأسيس مشروع عملي للتوحد بوجود المبادئ العقائدية والفكر الإسلامية الذي يدعو إلى التآخي ونبذ العنف.
المؤتمر الذي شارك فيه أكثر من عشرين باحثاً من مختلف الجامعات العراقية ابتدأ جلسته الأولى لمناقشة العديد من البحوث التي دعت إلى نبذ الخلاف وسيادة الوحدة الإسلامية بين العراقيين فمنها بحث الدكتور الشيخ صاحب محمد نصار من جامعة الكوفة الموسوم ((أثر القرآن في الخطاب والحوار الديني لتعزيز الوحدة الوطنية)) وبحث الدكتور ظاهر محمد صكر الموسوم ((دور المثقف العراقي في تعزيز الوحدة الوطنية)) وقد ناقش الدكتور عبود جودي الحلي بحثه الذي حمل عنوان ((الدعوة إلى الوحدة الوطنية في أدب كربلاء الحديث)) واختتمت الجلسة الأولى ببحث الأستاذ الدكتورة سهيلة مزبان من جامعة بغداد ببحثها الموسوم ((الزكاة نهج عربي إسلامي)) واكتملت سلسلة البحوث في الجلسة الثانية التي ابتدأها الدكتور عبدالأمير كاظم زاهد من جامعة الكوفة والذي دعى إلى ضرورة توحيد الخطاب الديني لما له من أثر فاعل في بناء المؤسسة وديمومتها وشرع الدكتور محمد عبدالحسين الخطيب ببحثه الذي حمل عنوان ((الوطن والمواطنة الصالحة عند الشيخ محمد جواد مغنية)) واختتم الجلسة الثانية الدكتور عبدحمزة الربيعي من جامعة أهل البيت ببحثه الموسوم ((الوحدة في فكر الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) )) وبهذا يكون المؤتمر قد حقق الأهداف التي سعى إلى ترسيخها والتي تضمنت بناء الأسس والمرتكزات الوطنية وفق منظور إسلامي معاصر وتفعيل دور الكلية في البناء التشريعي والتربوي في العراق ونبذ الطائفية والتطرف والتشجيع على شد الأواصر الاجتماعية بين أبناء المجتمع العراقي تسوده روح المحبة والسلام.
ومسك الختام عبر الدكتور محسن القزويني مؤسس جامعة أهل البيت عن شكره وامتنانه لكافة الباحثين الذين شاركوا في انجاح هذا المؤتمر الذي شهد حضورا فاعلا من شخصيات سياسية ودينية وشعبية في الوسط الكربلائي وخارجه الذين شاركوا بدورهم في مداخلات مع الباحثين للخروج بالأهداف المرجوة والمنشودة لإنجاح العملية الديمقراطية في عراقنا الجديد. وفي نهاية المؤتمر كللت الحوارات والنقاشات بمجموعة من التوصيات رفعت إلى الجهات الدينية والمعنية بوحدة العراق إسلاميا ووطنيا.
1-خطورة الطائفية و التطرف الديني على المجتمع العراقي.
2-اثر الدين و السياسة في تعزيز الوحدة الاسلامية.
3-دور الثوابت الدينية في تنمية الشعور الوطني والانتماء للوطن.
- بناء الأسس والمرتكزات الوطنية وفق منظور إسلامي معاصر.
- استلهام الدروس و العبر من سيرة الرسول الاكرم و الائمة الاطهار و العلماء الصالحين لتقوية اواصر الاخوة الاسلامية.
- تفعيل دور الكلية في البناء التشريعي و التربوي في العراق.
- نبذ الطائفية و التطرف و التشجيع على شد الأواصر الاجتماعية بين أبناء المجتمع العراقي.
- بناء مجتمع عراقي متماسك تسوده روح المحبة و السلام.
1. الدعوة إلى توحيد الخطاب الديني من خلال انتهاج فقه الوفاق والمنهج الوحدوي الوطني.
2. الدعوة إلى انشاء دار للتقريب بين المذاهب.
3. الدعوة إلى رجالات السياسة بعدم استخدام شعارات الوحدة الإسلامية لاغراض سياسة ونفعية، والسعي الحثيث إلى تطبيقها على أرض الواقع.
4. الدعوة إلى استثمار هذا المؤتمر كنواة لعقد مؤتمر قطري سنوي شامل تشترك فيه جامعات القطر كافة والجهات ذات الاختصاص المعنية ويقام في كل سنة في واحدة من محافظات القطر.
5. التوصية بتوظيف الاعلام لما يحقق ويعزز من الوحدة الإسلامية والوطنية من خلال مؤسساته المتعددة وفي هذا المجال يمكن اقتراح الآتي:
أ. اصدار مجلة شهرية باسم الوحدة الإسلامية
ب. اصدار جريدة اسبوعية أو يومية تصدر عن دار التقريب المفترض انشائها.
ت. العناية بالبرامج التلفازية التي تعنى بالوحدة الإسلامية وسبيل إلى تحقيقها.
6. الدعوة إلى المبادرة بسرعة ممكنة باصدار فتاوى جماعية موحدة من علماء المسلمين ضد الفتاوى التكفيرية. وكلما من شأنه أن يفرق شمل العراقيين ويفت من عضدهم.
7. الايمان بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله وتطبيق وصايا أهل البيت عليهم السلام وأقوالهم وابتاع سنة السلف الصالح
8. توجيه طلبة الدراسات العليا إلى الكتابة في أبحاثهم ورسائلهم الجامعية بما يخدم تحقيق الوحدة بعدها هدفا عاما لكل العراقيين والمسلمين
9. دعوة المرجعيات الدينية كافة إلى أخذ دورهم الديني والانساني والتأريخي في رأب الصدع ولم الشمل والمحافظة على دماء العراقيين والتأكيد على وحدة كلمتهم
10. رفع هذه التوصيات إلى المرجعيات الدينية والسياسية من أجل مباركتها وتفعيلها على الصعيد التطبيقي.