تطور الصناعة الفندقية في كربلاء المقدسة الواقع والآفاق
الصناعة الفندقية هي نشاط إنساني قديم ، متوغل في التاريخ، ارتبط ظهوره بمفهوم الضيافة ، على اعتبار أن الضيافة الخاصة و العامة هي سمة اجتماعية تعزز من قيمة الإنسان ومكانته بين قومه ؛ وما قصة ضيفي إبراهيم :في القرآن الكريم إلا دليل على ذلك ، بيد أن هذه الضيافات انحسرت قليلا ، نظرا لتطور طرق المواصلات و تعدد وسائط النقل ، وتزايدت تبعا لذلك الأسفار ، سواء أكانت لأغراض تجارية أم استطلاعية، الأمر الذي أدى إلى انتشار صناعة الفندقة و انتعاشها، وتحولت بذلك الضيافة من مفهومها الشخصي المحدود إلى إطار مهني استثماري فاعل ، تخضع لقوانين الخسارة و الربح ، وأصبح الخان البدائي فندقا كبيرا، انتشر بشكل واسع تبعا لتطور وسائل العيش و تعد منافذه .
ولأهمية النشاط الفندقي في التنمية الاقتصادية أخذت الدول تتسابق في ابتكار وسائل جذب السياح ، من خلال تنشيط عناصر السياحة الأساسية ، والمتمثلة بإدامة وصيانة الآثار والمعالم التاريخية ، واستثمار عوامل الجذب الطبيعية كالجبال والبحار والمناخ وغيرها ، فضلاً عن الاهتمام بالتراث والمواقع الدينية ، وإقامة المنشآت السياحية الكفيلة بتلبية متطلبات السائحين ، ومن بين أهم هذه المنشآت السياحية هي المنشآت الفندقية.
وقد لوحظ أن دول العالم المتقدم كانت سباقة في استثمار جميع عناصر الجذب السياحي ، بما في ذلك إنشاء مرافق سياحية كبيرة تقدم فيها مختلف أنواع الخدمات السياحية التي يجد فيها السائح ضالته ، ومن بين أهم هذه المشاريع هي الفنادق السياحية العالمية التي تتسم بتوفر جميع وسائل الراحة والاستجمام بهدف استقطاب اكبر عدد ممكن من السياح ، مما جعل منها مورداً مهماً في تمويل عملية التنمية الاقتصادية .
فقد تركزت مشكلة البحث في التعرف على واقع حال النشاط الفندقي ، ومدى اهتمام الجهات المعنية في القطاع السياحي بتطوير هذا النشاط في محافظة كربلاء المقدسة ، لما لهذه الصناعة من أهمية بالغة الأثر في جذب أعداد كبيرة من السائحين ، وعلى وجه الخصوص زوار العتبات المقدسة ، بما ينسجم ومكانة هذه المدينة المقدسة في العالم الإسلامي ، فضلاً عن إمكانية استثمار الإيرادات المتأتية من هذا النشاط في تسريع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وبناءاً على ما تقدم ، يأتي هذا البحث لتسليط الضوء على واقع النشاط الفندقي في محافظة كربلاء والوقوف على أهم العقبات التي تواجه تطوره ، على ضوء التغيير الحاصل في القطاع الفندقي على المستوى العالمي .
ولتحقيق ما يصبوا إليه الباحث فقد تضمن البحث أربعة مباحث تناول المبحث الأول : منهجية البحث في حين اختص المبحث الثاني بالإطار النظري للبحث و تناول المبحث الثالث الجانب الميداني وخصص المبحث الرابع للاستنتاجات والتوصيات .