الوحشية والوحشية المضادة: دراسة التوحش، البدائية، والشر المتأصل في النفس البشرية في رواية جوزيف كونراد (قلب الظلام) مع الإشارة إلى الاستعمار الاوروبي
تعد رواية جوزيف كونارد (قلب الظلام) من روايات القرن العشرين كونها كتبت في عام 1899، وكذلك لأنها احتوت على عناصر ومواضيع رواية القرن العشرين كلها وقدمتها. وبالتالي عند قراءة رواية القرن العشرين فأنها تتطلب سرعة بديهة وعقلية متنبهة لإيجاد العوامل المشتركة بين الارتباطات المختلفة وكذا من اجل فهم المتناقضات والفوضوية وكذا تعقيدات العلاقات والتجارب الانسانية. ولذا يبدو جليا انة في رواية كونراد (قلب الظلام) كما في رواية وليام قولدنق (امير الذباب) فان الاهتمام الرئيس للسردية في هذه الروايات يتركز حول غرابة التجارب الانسانية وتعقيداتها، فهذه الروايات وغيرها من روايات القرن العشرين تؤمن بالفرضية القائلة ان التوحش والبدائية وكذا الميول للشر طبائع انسانية متجذرة واصيلة وفطرية بغض النظر عن كون الانسان صغيرا او كبيرا، ابيضاً او اسوداً، متحضرا او غير متحضر، وذلك لان الانسان ذو فطرة تميل الى الشر ولدية القدرة على ممارسة هذا الشر ضد الاخرين كلما سنحت الفرصة. وفي ضوء ذلك فان الورقة البحثية الحالية تنوي تسليط الضوء على ودراسة كيف ولماذا تميل النفس البشرية بشكل عام نحو الشر من واقع رواية كونراد (قلب الظلام)، ومن اجل ذلك ستقوم الورقة البحثية هذه في تحليلها بتعقب رحلة السيد كيرتز في افريقيا وتقصي طبيعة واسباب انحدارهِ من انسان متحضر الى انسان بدائي شرير ومتوحش وكذا دراسة الاعمال البدائية والشريرة التي يقوم بها ضد السكان السود هناك، وستعرض الدراسة اسباب تحول السيد كيرتز من انسان اوروبي ابيض ومتحضر(او عودتة) الى انسان بدائي ومتوحش، وذلك بمناقشة وتوضيح هل كان هذا التحول متجذرا في طبيعتة كبشر ام ان السكان المحليين وبعده عن موطن الحضارة المفترض (اوروبا) كانا السبب في انحدارهِ نحو البدائية والتوحش، كما ستربط الدراسة كل ما سبق بالاشارة الى الاستعمار الأوروبي في افريقيا وطبيعتة والادوار التي لعبها والاثار التي تركها.