التعليم والمعارف في العراق خلال الحقبة الزمنية (1534- 1933م)
من خلال دراسة التعليم والمعارف العراقية في ظل حكم الدولة العثمانية و حكومة الأحتلال البريطاني منذُ عام 1914 وحتى 1920 وصولاً إلى عهد الملك فيصل الأول الممتد من عام 1921- 1933 ، يمكن أن نتوصل إلى نتائج بحثية تصف حالة التعليم ووزارات المعارف العراقية التي مرَّ بها العراق في ثلاث مراحل سياسية مختلفة، فأولى هذه المراحل مرحلة أواخر حكم الدولة العثمانية التي يمكن أن نصفها بمرحلة الجمود وعدم التطور ذلك لأن الدولة العثمانية قد أهملت حركة التطور العلمي والمعرفي في العراق، وأنصرفت نحو تسليح الجيش وفتح المدارس العسكرية، ولم تعر اهمية لعملية التربية والتعليم، إلا بعد أنْ سبقتها أوربا في هذا المضمار، فكانت قد تأثرت إلى حد كبير بمنهج التربية والتعليم الفرنسي الذي وصل إليها متأخراً.
أما التربية والتعليم في مرحلته الثانية فكانت على عهد الأحتلال البريطاني للعراق، الذي ترك حالة التعليم تسير على قدم عرجاء، مفضلاً تحقيق المصالح السياسية والأقتصادية على مصالح شعب أنهكتهُ الحروب والمعارك والأحتلال دون تحقيق ما يصبو إليه من حقوق إنسانية على مستوى الطموح، في مقدمتها حقه المشروع في التربية والتعليم.
أما التعليم والمعارف في مرحلته الثالثة وهي عهد الملك فيصل الأول، فقد أتصفت بكونها مرحلة لا يحسد عليها البلد، فرغم دعوات الملك فيصل المتفائلة بروحٍ عالية نحو الأهتمام بالتعليم والمعارف، إلا أن التعليم لم يبلغ مستوى الطموح لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية المتوخاة في العراق، ولعل ذلك يعود لعدة أسباب جوهرية يمكن حصرها بالآت:
- عدم أستقرار الحكومات على عهد الملك فيصل الأول، فالوزارات العراقية، أتصفت بالتأرجح الزمني المضطرب، حيث تراوح تشكيل الوزارات بين الشهرين أو ثلاثة شهور أو ستة شهور، ولعل أطول فترة وزارية في الحكم هي السنة، وهذا التأرجح الزمني أنعكس سلباً على منهاج وزارات المعارف بأعتبارها جزء من منهاج الحكومة، فتبدل الحكومات، يعني تبدل وزارة المعارف والموظفين ذوي الأختصاص وبالتالي أرتباك عمل الوزارة، لقد أشارت لجنة منرو في دراستها الأحصائية عام 1932م إلى تبديل مدراء المعارف العراقية قد بلغ ثمانية عشر مرّة، وهذا دليل على أرتباك المعارف.
- صراع الكتل السياسية العراقية منها والأجنبية، والتي تحاول جاهدةً السيطرة على التعليم والمعارف، ذلك لأن التعليم والمعارف يُعدان العمود الفقري لبناء المجتمعات، من خلال المؤسسات العلمية والتربية.
- عدم وجود خطط موضوعية لمعالجة المشاكل التربوية أمام تقلبات وتبدل وزارات الدولة المستمر.
- عدم وجود كفاءة مهنية وأختصاص أكاديمي من قبل معظم وزراء المعارف العراقية.
- أختلاف آراء وأفكار وزراء المعارف حيال منهج الوزارة في التربية والتعليم، وظهور أنفرادية الرأي الحاد من خلال مناقشات جلسات مجلس الوزراء، الأمر الذي يؤدي إلى بعث القلق وعدم الأستقرار في المناهج العلمية والتربوية.
- عدم رجوع معظم وزراء المعارف إلى أوليات الوزارة السابقة، وأكتفاء الوزير الحديث بآرائه الفردية بأعتبارها آراء صائبة وناجعة دون أعتماد آراء الآخرين.
- التدخل البريطاني في شؤون الدولة العراقية الحديثة، المتمثل بالمستشارين والموظفين البريطانيين ممن لهم أتخاذ القرار.
- أستغلال ميزانية المعارف وصرف أموالها في غير موقعها من قبل المستشارين والموظفين البريطانيين، في دعم المدارس التبشيرية والأديرة والكنائس.
- أناطة مهمة وزارة المعارف إلى وجهاء الشيعة دون السُنّة سيما في عهدي الأحتلال والأستقلال، إلاّ ما ندر، وهي فكرة بريطانية ذكية أستهدفت به أرضاء وجهاء الشيعة لرفع الغبن الذي لحقهم على عهد الدولة العثمانية، فالدولة العثمانية بنت ترسانة جيشها وتعليمها على يد أبناء السنة دون أبناء الشيعة.
- لقد حافظت حكومات الملك فيصل الأول جهد إمكانها على حصر وزارة المعارف على وزراء شيعة من أجل أستقرار البلاد.
هذه الأسباب جميعها ساعدت كثيراً على تأخر حركة التعليم والمعارف في العراق، وعلى الرغم من ذلك، حاولت الدولة العراقية الناشئة مقاومة كل ما يعتريها من صدمات وعقبات من أجل أنجاح العملية التربوية والتعليمية في العراق، لقد أستطاعت الدولة العراقية الفيصلية من بناء لبنة تربوية أساسية تلفت نظر المتطلع على تأريخ العراق المعاصر في تلك الفترة، وما عانته الدولة العراقية من مضايقات وقيود سياسية، حددت بها عجلة تطور التربية والتعليم من قبل السلطات البريطانية.
وبشكل عام أستطاع الملك فيصل الأول أن يبذل جهوداً أستثنائية من خلال دعوته إلى العلماء والمفكرين والمثقفين التربويين وجلبهم من خارج العراق لدفع حركة التعليم والمعارف في البلاد والنهوض به نحو الأفضل، فجهوده كانت مميزة ومبكرة في أولى دعواته إلى أنشاء جامعة أهل البيت في عام 1922، حيث تطورت حركة التربية والتعليم على عَهْد الملك فيصل الأول لتبلغ بشكل بّين إرتقاء المستوى العلمي والتربوي في البلاد.
ففي سنة 1921، بلغ عدد المدارس الأبتدائية (151) مدرسة، في حين بلغ عدد المدارس في سنة 1932 (336) مدرسة أبتدائية توزعت على كافة أنحاء القطر، وهو مؤشر أيجابي، إذا ما قيس بما عانته الحكومة العراقية من مصاعب ومشاكل سياسية حصلت بفعل الأحتلال البريطاني المقيت.
Abstract
Through the study of Education and Knowledges of Iraqi (Minstery of Knowledg in Iraq) under the rule of Ottoman Empire and the Government of British occupation since 1914- 1920 until to the reign of king Faisal I, extending from the year 1921- 1933, we can Know or reach to some results in our research. these results describe the state of Education and the Iraqi ministries of Knowledge experienced by Iraq During the three political phases. the first stage was at the late of ottoman rule, which can be described as the stage of inert and lack of development.
The Education in its Second phase was at the time of British Occupation of Iraq. The state of Education going on anequal lame.
The Education and Knowledge in its third phase, which was at the reign of king Faisal I, Was characterized by heing stage of uneviable Country. Inspite of the King optimpstio calls for a bigh spirit a bout interest in Education and Kowledge But Education has not reached the level to ambition to achieve educational and instruction objectives goals in Iraq.