مجلة أهل البيت عليهم السلام العدد 7
بينما كنا نضع اللمسات الأخيرة على هذا العدد من مجلة أهل البيت عليهم السلام أتانا نعي العلامة الأستاذ الدكتور حسين علي محفوظ والذي كان يُسمى بشيخ بغداد، وحري بنا أن نطلق عليه لقب شيخ المبدعين لأنه كان يفيض منجوانحه الابداع، لم يتوقف يوما عن الكتابة وهو في أواخر ساعات عمره الذي ناهز الثمانين والذي حف بالعطاء الكثير من المحاضرات والتأليفات والبحث والتحقيق وقد تكرّم علينا في الأعداد السابقة بأفكاره القيمة وأبحاثه التي توّج بها العدد الأول والثاني والثالث من هذه المجلة ولم يكن يكتفي بتقديم أبحاثه إلى المجلة بل كان يباشر بنفسه مراجعة الأبحاث المكتوبة وكشف ثغراتها وثم يسدي ملاحظاته مكتوبة إلى كاتب البحث بخط يده على رغم معاناته في الكتابة لم يكل من الكتابة والبحث و التحقيق بل كان ينتعش عندما يأخذ القلم بيده وكأنه يحتضن حبيباً بين أنامله.
فكرنا في تكريمه في حفل أدبي يُقام على قاعة جامعة أهل البيت عليهم السلام ، نقلنا له الفكرة رحّب بها كثيراً وعلقها على مجيئه إلى مدينة كربلاء المقدسة وبقينا ننتظر قدومه إلينا حتى وصل إلينا خبر انتقاله إلى الرفيق الأعلى فكان بمثابة الصدمة حيث ضاعت علينا فرصة ذهبية كنا نريده معنا في الجامعة نحتفي به ونكرمه في حياته، لا بعد مماته كما هي عادة الشعوب المتخلفة التي تكرم عمالقتها بعد مماتهم.
لم يمت حسين علي محفوظ ففكره حاضرٌ في كل مرفق ثقافي يوقد شمسا في دنيا الفكر والثقافةوالابداع.