مجلة أهل البيت عليهم السلام العدد 9
الفكر العربي في البلاد الإسلامية
باتت اللغة العربية لغة عالمية، تتحدث بها في الأمم المتحدة وفي الممالك والبلدان القاصية والدانية فضلاً على معظم البلدان الإسلامية التي تتحدث بالعربية كلغة ثانية بعد لغتها الأصلية ويعود الفضل في ذلك إلى انها الوعاء الذي استوعب الوحي الإلهي وتجلى في الممارسات العبادية اليومية التي يؤديها المسلم بانتظام ولعذوبتها وسلاستها وإيقاعاتها على القلوب والمشاعر.
ولذا نجد أن العربية انتشرت في المؤسسات الفكرية والتعليمية في أغلب البلدان الإسلامية الناطقة بالعربية، ولعل الكثير منا قد غفل عن ذلك، ولم يصدق هذا الحضور الكبير للفكر العربي في بلدان لا تتكلم بالعربية، ويعود السبب في ذلك إلى انقطاع الجسر الثقافي بيننا وبين الكثير من البلاد الإسلامية.
فكان لابد من مد الجسور إلى تلك البؤر الفكرية لنقلها بصورة واقعية إلى شعوب العالم العربي بالإضافة إلى مدها بمقومات الحياة حتى تستمر في عطاءها الفكري.
وإذا كان بقاء العربية وخلودها يعود إلى رجال كسيبويه ونفطويه والكسائي والجرجاني فأن ثمة احفاد لهؤلاء العظام علينا أن نفتش عنهم في تلك البلدان الإسلامية غير الناطقة بالعربية وهذا ما لا يتحقق إلا بمد الجسور الفكرية والتواصل المستمر بين المؤسسات الفكرية العربية والإسلامية بالأخص الجامعات ومراكز البحث العلمي.
وهذا ما تسعى إليه جامعة أهل البيت عليهم السلام في مد جسورها إلى البلدان الإسلامية وعرض نتاجات جامعاتها في جانب الفكر العربي وهذا ما يمكن لمسُه في هذا العدد من مجلة أهل البيت عليهم السلام حيث اشتمل على العديد من الأبحاث التي صدر من جامعات إيرانية عريقة تناولت قضايا في الفكر العربي الإسلامي ونحن إذ نرحب بهذهِ النتاجات ونفسح لها المجال في النشر على صفحات مجلتنا نطالب بقية الاصدارات الجامعية أن تقتفي هذا الأثر وأن تطل على الفكر العربي الصادر في البلاد غير الناطقة بالعربية.